سمك البوري: دليل شامل لأهميته الصحية وقيمة غذائية لا تُضاهى

يُعدّ سمك البوري (Mullet) من أشهر وأهم الأسماك في العالم، لا سيّما في مناطق حوض البحر الأبيض المتوسط والمياه الساحلية المعتدلة والاستوائية حول العالم. هذه السمكة ليست مجرد جزء من التنوع البيولوجي البحري، بل هي أيضاً مصدر غذائي واقتصادي حيوي ضارب في القدم، حيث استُخدم كغذاء رئيسي منذ العصور الرومانية وفي مصر القديمة لصناعة "الفسيخ".

الخصائص والبيئة

ينتمي سمك البوري إلى **عائلة البوريات (Mugilidae)**، وتضم هذه العائلة حوالي 80 نوعاً تتوزع على 17 جنساً، أشهرها جنس الموجيل (Mugil) وجنس الليزا (Liza).

الصفات المميزة

  • الشكل: جسمه مغزلي أو مطول، ومفلطح قليلاً من الجانبين، ومغطى بقشور كبيرة نسبياً.
  • الرأس والفم: يمتلك رأساً صلباً، وفماً صغيراً ومستعرضاً.
  • التغذية: يتغذى البوري بشكل أساسي على **الفتات (العوالق النباتية والحيوانية)** والمواد العضوية من القاع، ولديه معدة عضلية فريدة تساعده في الهضم.

التكيف البيئي

يُعرف سمك البوري بأنه من الأسماك **القادرة على التكيف مع مستويات مختلفة من الملوحة**، لذا فهو يعيش بكثرة في المياه المالحة، ويستطيع الدخول إلى مصبات الأنهار والمياه قليلة الملوحة وحتى العذبة، مما يجعله مثالياً للاستزراع السمكي.

القيمة الغذائية والصحية

يُصنف سمك البوري كأحد الأطعمة البحرية ذات القيمة الغذائية العالية، وهو غني بالعناصر التي تدعم صحة الجسم:

  • أوميغا-3: يعتبر مصدراً ممتازاً لـ **الأحماض الدهنية الأساسية (أوميغا-3)** الضرورية لنمو الدماغ والبصر.
  • البروتين: يحتوي على نسبة عالية من **البروتينات** اللازمة لبناء الأنسجة والعضلات.
  • الفيتامينات والمعادن: يزخر بفيتامينات مهمة مثل **فيتامين A** و**فيتامين E** الضروريان لصحة البصر، بالإضافة إلى الكالسيوم والفوسفور اللذين يدعمان صحة العظام.

الاستخدامات الاقتصادية

يتمتع سمك البوري بطلب كبير في الأسواق، ويُستهلك طازجاً، مشوياً، مقلياً، أو مخبوزاً. كما أنه أساس صناعة **الفسيخ** الشهير في مصر، وهي أسماك بوري يتم تمليحها وتخزينها بطريقة خاصة. وتعتبر تربية البوري في المزارع السمكية من الأنشطة الناجحة نظراً لقدرته على التكيف.

باختصار، سمك البوري ليس مجرد طبق شهي على المائدة، بل هو مصدر غذائي متكامل وعنصر حيوي في التراث الغذائي والاقتصاد البحري للعديد من الدول حول العالم.

أحدث أقدم