إنستغرام يُفعّل الذكاء الاصطناعي لملاحقة القُصَّر المزوّرين لأعمارهم: تفاصيل آلية التحقق الجديدة
في خطوة جديدة لتعزيز الأمان والحد من وصول المحتوى غير المناسب إلى الفئة العمرية الأصغر، بدأت شركة "ميتا" (Meta)، المالكة لتطبيق إنستغرام، باختبار آلية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي (AI). هذه الآلية تستهدف فئة محددة جداً: المستخدمون القُصَّر الذين يحاولون تزوير تواريخ ميلادهم لإظهار أنهم أكبر سناً والالتفاف على قيود المنصة.
لماذا تستهدف "ميتا" القُصَّر المزوّرين لأعمارهم؟
تسعى إنستغرام إلى توفير بيئة أكثر أماناً للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاماً. من خلال تفعيل الذكاء الاصطناعي، يمكن للتطبيق تطبيق الإجراءات الوقائية التي يفرضها على حسابات المراهقين بشكل أكثر فعالية ودقة، حتى لو حاول القاصر إدخال معلومات مزيفة عند التسجيل.
كيف تتم عملية الملاحقة والتحقق بواسطة الذكاء الاصطناعي؟
1. تقنية الرصد الاستباقي (AI Screening)
تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لـ تقدير أعمار المستخدمين بشكل استباقي. هذا يعني أن النظام لا يعتمد فقط على تاريخ الميلاد المدخل، بل يراقب السلوك والتفاعل والمحتوى المنشور على الحساب. إذا رصد الذكاء الاصطناعي أي شبهة بأن الحساب يعود لمراهق، يتم إخضاعه للتحقق الإضافي.
2. إجراءات التحقق الإلزامية
إذا اشتبه التطبيق في أن المستخدم قد أدخل عمراً غير صحيح، فإنه يرسل إليه إشعاراً لتغيير إعدادات الأمان ويطالبه بالتحقق من عمره بإحدى طريقتين:
- إرسال صورة "سيلفي" للتحقق: يتم استخدام تقنية التعرف على الوجه لتقدير عمر الشخص الموجود في الصورة ومقارنته بالعمر المدخل.
- إرسال نسخة من بطاقة الهوية: وهي الطريقة التقليدية لتقديم إثبات رسمي لسن المستخدم.
3. تطبيق القيود المشددة على الحسابات
إذا تأكد النظام، بعد عملية التحقق، أن المستخدم قاصر، فإنه يقوم بتحويل حسابه تلقائياً إلى وضع حسابات المراهقين. هذا الوضع يفرض قيوداً صارمة تهدف لحماية المستخدم، ومن أبرزها:
- تقييد المراسلة الخاصة: لا يمكن للقاصر استقبال رسائل خاصة إلا من المتابعين أو من لديهم تواصل سابق معه.
- الحد من الوصول إلى المحتوى "الحساس": يتم تقييد ظهور أنواع معينة من المحتوى المصنف على أنه حساس، مثل مقاطع الفيديو التي تتضمن مشاهد عنف أو تلك التي تروّج بشكل غير مناسب لمنتجات معينة.
تنويه: الذكاء الاصطناعي ليس جديداً على إنستغرام
تجدر الإشارة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمان ليس أمراً جديداً بالكامل. يُستخدم الذكاء الاصطناعي بالفعل على نطاق واسع في إنستغرام منذ سنوات لـ تعقب وحذف التعليقات المسيئة والضارة كجزء من جهود الإشراف على المحتوى العام، مما يساهم في بيئة رقمية أكثر صحة للمجتمع بأكمله.