الشِّلبَة: سمكة الخطوط الذهبية وتسبب الهلوسة!

الشِّلبَة: سمكة الخطوط الذهبية والهلوسة!

تعد سمكة الشِّلبَة، واسمها العلمي (*Sarpa salpa*)، واحدة من الأسماك البحرية المميزة والمنتشرة في مناطق واسعة، لا سيما في شرق المحيط الأطلسي من خليج بسكاي إلى جنوب إفريقيا، وفي جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. تتميز هذه السمكة بمظهرها الجذاب وعاداتها الغذائية الفريدة، ولكنها اكتسبت شهرة واسعة بسبب تأثير جانبي غريب ومثير للجدل يتعلق باستهلاكها.

المظهر والموطن

تتبع سمكة الشِّلبَة الفصيلة الأسبورية وتتميز بجمال شكلها، حيث يغطي جسدها البيضاوي خطوط طولية متوازية باللون الذهبي اللامع على خلفية فضية أو رمادية، مما يمنحها لقبًا آخر في بعض المناطق وهو "سمكة الخطوط الذهبية".

تعتبر هذه الأسماك عاشبة بشكل أساسي، حيث تتغذى على الأعشاب والطحالب البحرية. تعيش الشلبة في أسراب كبيرة وقرب سطح المياه حتى عمق 70 مترًا تقريبًا، وتفضل المناطق الصخرية القريبة من الشاطئ المغطاة بالطحالب، وهي بيئة مثالية لغذاءها.

"سمكة الأحلام" والتأثيرات الغريبة

أكثر ما يميز سمكة الشلبة ويجعلها محط اهتمام هو الاسم الشائع الذي يُطلق عليها: "سمكة الأحلام". هذا اللقب مستمد من قدرتها على التسبب بـالهلوسة الشديدة لمن يتناول لحمها في أوقات معينة من السنة، خاصة إذا تم تناول رأس السمكة.

يُعزى هذا التأثير إلى نوع محدد من الطحالب والأعشاب البحرية التي تتغذى عليها السمكة خلال مواسم معينة، خاصة في فصل الربيع وربما الخريف. تتراكم هذه المواد المهلوسة في جسم السمكة، وعندما يأكلها الإنسان، قد تسبب له أعراضًا تشمل:

  • هلوسة بصرية وسمعية شديدة تستمر لساعات طويلة (قد تصل إلى 36 ساعة).
  • كوابيس وأحلام مزعجة.
  • أعراض التسمم الغذائي الخفيف مثل التوعك المعوي.

هذا النوع من التسمم يُعرف بـ تسمم السيجواتيرا (*Ciguatera*)، وهو مرتبط بتناول الأسماك التي تتغذى على طحالب معينة. لهذا السبب، يفضل الصيادون وعشاق تناول الأسماك تجنب استهلاك الشلبة في موسم الربيع تحديداً أو التخلص من رأسها بالكامل لتقليل خطر التعرض للهلوسة.

القيمة الاقتصادية والصيد

تصنف الشلبة غالبًا كسمكة من الدرجة الثانية أو الثالثة، وهي تُصاد باستخدام شباك الحليق والبياتة وأحيانًا بالصنارة. بالرغم من تحذيرات التسمم الموسمية، لا تزال الشلبة تُباع وتُستهلك في العديد من الأسواق الساحلية، ولكن يجب دائمًا أخذ الحيطة والحذر عند شرائها، خاصة عند عدم التأكد من مصدرها ووقت اصطيادها.

أحدث أقدم