ليلة الأحد 21 سبتمبر 2025، عاش مطار نيس الفرنسي واحدة من أخطر اللحظات حين اقتربت طائرة قادمة من تونس من المدرج الخطأ حيث كانت طائرة أخرى تستعد للإقلاع، قبل أن ينفّذ طاقم الطائرة التونسية مناورة إعادة الصعود (Go-Around) في آخر ثوانٍ ويتفادى ما كان يمكن أن يكون حادثاً مأساوياً.
ما الذي حدث تحديداً؟
وفق تقارير إعلامية فرنسية ودولية، فإن الرحلة BJ586 التابعة لشركة نوفلار والقادمة من تونس كانت بصدد الهبوط في مطار نيس حوالي الساعة 23:30 بالتوقيت المحلي عندما اقتربت على نحو خطير من المدرج 04R حيث كانت طائرة easyJet مصطفّة استعداداً للإقلاع نحو نانت.
في تلك اللحظة نفّذ الطاقم مناورة Go-Around وصعد مجدداً لتفادي التصادم، قبل أن يعاود الاقتراب ويهبط بأمان على المدرج المخصّص للهبوط 04L، بينما أُلغيت رحلة إيزيجِت بسبب صدمة الطاقم والركاب.
مصادر عدة صنّفت الحدث كـ«حادث خطير»، وفتحت السلطات تحقيقاً عاجلاً لجمع التسجيلات والبيانات وتحليل القرارات التشغيلية وظروف الطقس وقتها.
الفيديو: لقطات وشرح للحادثة
ملاحظة تحريرية: نعتمد هذا الفيديو لشرح تسلسُل الأحداث والمشهد العملياتي في نيس، بينما تبقى نتائج التحقيق الرسمي لهيئة BEA الفرنسية المرجع النهائي.
التفاصيل الأولية وروابط المصادر أسفل المقال.
لماذا يُعدّ تنفيذ Go-Around إجراءً سليماً لا «فشلاً في الهبوط»؟
سلامة التشغيل أولاً: كتيّبات الشركات ومراجع الهيئات التنظيمية تَعدّ إعادة الصعود قراراً معيارياً عند أدنى شك في سلامة الاقتراب أو وضوح المدرج.
فصل الحركتين: وجود طائرة على المدرج يجعل الاستمرار في الهبوط غير آمن، لذلك تُنفَّذ المناورة فوراً ويُعاد ترتيب الحركة.
الطقس عامل مرجِّح: الأمطار الغزيرة وضعف الرؤية والرياح المتغيرة يمكن أن تصعّب التموضع البصري وتزيد الحمل على الطاقم وبرج المراقبة.
نظام المدارج في نيس: المطار يستخدم زوج مدارج 04L/04R مع توزيع وظيفي، وأي التباس في التوجيه أو الإدراك البصري يُعالج بسرعة عبر go-around.
ما الذي تبحث فيه التحقيقات؟
أكّد مكتب التحقيق والتحليل لسلامة الطيران المدني في فرنسا (BEA) فتح تحقيق باعتبار ما حدث «حادثاً خطيراً».
التحقيق يشمل:
تفريغ مسجلات بيانات الرحلة والصوت في قمرة القيادة.
تحليل تسجيلات برج المراقبة وتعليمات التوجيه للطائرتين.
مقارنة مسارات ADS-B وبيانات الرادار لتحديد أدنى فصل رأسي/أفقي تم تسجيله.
تقييم الطقس وتأثير الأمطار والرؤية والرياح على قرارات الطاقم.
مراجعة إجراءات إدارة الحركة الأرضية وتتابع الإقلاعات والهبوط على 04L/04R.
بحسب تغطيات متطابقة، فتحت أيضاً النيابة في نيس إجراءً قضائياً احترازياً ضمن نطاق «تعريض الغير للخطر»، وهو إجراء اعتيادي في الحوادث الخطيرة إلى حين صدور النتائج الفنية.
بطولة فردية أم منظومة سلامة كاملة؟
أثارت حادثة نيس موجة إشادة واسعة بالطيّار والطاقم التونسي، لكن من المهم التأكيد أن ما جرى يعكس ثقافة سلامة منظومية يتقاسمها الطيارون وبرج المراقبة وإجراءات المطار وأنظمة الطائرات.
اتخاذ قرار Go-Around في ثوانٍ حاسمة، وإعادة التموضع بسلاسة، ثم الهبوط الآمن، جميعها عناصر تُدرّس وتُدرَّب بدقّة.
ما يستحق الإبراز أيضاً هو هدوء الطواقم في إدارة ما بعد الحدث، ودعم الركاب المتأثرين، والتواصل بشفافية.
تسلسل زمني مختصر لليلة 21 سبتمبر 2025
اقتراب الرحلة التونسية نحو نيس ليلاً في ظروف مطرية ورؤية ضعيفة.
وجود طائرة إيزيجِت مصطفّة للإقلاع على 04R.
اقتراب منخفض على مسار غير المخصّص للهبوط، ثم قرار فوري بـ Go-Around وتفادي الطائرة على المدرج.
إعادة الترتيب مع برج المراقبة، ثم هبوط آمن لاحقاً على 04L.
إلغاء رحلة إيزيجِت في ما بعد، وفتح تحقيق رسمي من BEA والنيابة.
أسئلة سريعة
هل الخطأ «شخصي» أم «منظومي»؟
التحقيق وحده يحسم. تقارير عدة رجّحت التباساً في المدرج، مع طقس سيئ.
أي استنتاجات نهائية قبل بيان BEA تبقى مبكرة.
هل «إعادة الصعود» أمر استثنائي؟
لا.
هو إجراء معياري ومطلوب متى ما تراجع «هامش الأمان» لأي سبب، وهو مؤشر صحة قرار لا فشل هبوط.
ماذا عن حالة الركاب والرحلات؟
الرحلة التونسية هبطت لاحقاً بأمان.
رحلة إيزيجِت أُلغيت بسبب التأثير النفسي على الطاقم والركاب وفق تقارير إعلامية.